الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

اهميه تكنولوجيا المعلومات فى حرب المعلومات

مصطلح حرب المعلومات Cyber War ومترادفاته؛C4I ، I-WAR ، IW


يستخدم بكثافة هذه الأيام في وسائل الإعلام المختلفة، وغالبا ما يُساء فهمه على أنه يعني استخدام الأسلحة عالية التقنية في الجيوش التقليدية، والصحيح أن في حرب المعلومات تختفي المدافع والصواريخ أو تتأخر للخلف، وتتقدم الحواسب للخطوط الأمامية للجبهات، وهي في كل مكان وفي اللامكان أيضا cyberspace، ولا مجال للالتحام المباشر! وحرب المعلومات أوinformation warfare هي استخدام نظم المعلومات لاستغلال وتخريب وتدمير وتعطيل معلومات الخصم وعملياته المبنية على المعلومات ونظم معلوماته وشبكات الحاسب الآلي الخاصة به، وكذلك حماية ما لدي من كل ذلك من هجوم الخصم؛ لإحراز السبق، والتقدم على نظمه العسكرية والاقتصادية. وليس من الضروري أن تنشب تلك الحرب بسبب عداء تقليدي، بل قد تنشب مع منافس تجاري أو اقتصادي، أو خصم ثقافي..


ظهر مصطلح (حرب المعلومات) لأول مرة عام (1975م)، وأدركت الدول المتقدمة تقنياً أهميته منذ ذلك الحين، فتبنته وسعت إلى تطبيقه في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وفي أواخر التسعينات الميلادية ظهر مصطلح أوسع من حرب المعلومات (Information Warfare, IW) وهو العمليات المعلوماتية (Information Operations, IO)
أصبحت حرب المعلومات جانباً من جوانب ما يعرف الآن بالثورة، وهي نوع من الرؤية المستقبلية لما سوف يطرأ من تغيير في طبيعة الحرب خلال القرن الحالي، الأمر الذي بدأت إرهاصاته مع نهاية الحرب الباردة ثم بعد ذلك خلال حرب الخليج الثانية. هذه الرؤية الجديدة تجد قبولاً أكثر في أمريكا الشمالية مقارنة بالمملكة المتحدة، وتطرح مساحات من التهديدات والفرص من خلال التكنولوجيا الحديثة للمعلومات بكل أدواتها بدءاً من الحاسبات إلى الأقمار الصناعية.


ونرى أن حرب المعلومات من منظار أخر وهو الأخطر وهي الحرب التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات لتدمير الشعوب اقتصادياً وأخلاقيا من خلال نشر ثقافاتها وعاداتها السالبة والضارة، ولاسيما أن المعلومات بكل إشكالها وأنواعها ووسائطها أصبحت متاحة للجميع من خلال شبكة الإنترنت.
1- مشكلة البحث
من المعلوم أننا نعيش في عصر المعلومات وهو العصر الذي يعمل على انتاج وتوزيع المعلومات والتعامل معها وكذلك العمل على أمنها، وتعتبر المعلومات أهم سلعة ونشاط اقتصادي في العصر الحالي، فهو عصر لا يعتمد على الصناعة والزراعة على عكس العصور السابقة.
ولقد تأثرت الشعوب والمجتمعات العربية بهذا العصر وبأدواته المتمثلة في تكنولوجيا المعلومات، وتحديداً شبكة الانترنت، وهذا التأثير يمكن أن يكون مباشراً أو غير مباشراً، وهذا التأثير له مساران مسار ايجابي ومسار سلبي، وسوف نتناول مشكلة التأثيرات السلبية لشبكة الإنترنت على الهوية والعادات العربية، وتحديداً التأثيرات على الشباب في المجتمع العربي المتمثلة في الاستخدام السلبي لهذه التقنية والانجراف وراء العادات الدخيلة والضارة ومحاكاتها من قبل الشباب العربي، مما كان له أثر بالغ على الثقافة العربية والعادات والتقاليد العربية والإسلامية، وبالتالي أدى ذلك إلى ظهور مظاهر غير لائقة وسالبة في المجتمع العربي, ومن اكبر المشاكل المتعلقة بهذا الموضوع انصراف الشباب وراء أمور انصرافية مبثوثة على الانترنت وعدم العمل على الاستفادة من هذه التقنية في تطوير المهارات والابتكارات، إضافة إلى عدم الاهتمام بالبحث العلمي وهذا ما أدى إلى أن نكون متلقين ومستهلكين للمعلومات وغير منتجين لها.
أهمية البحث
يسعى البحث إلى بيان أن الحروب في العصر ليست بالضروري أن تكون حروب (جوية، بحرية، برية) أو بأسلحة فتاكة، إنما يمكن أن تكون حرب تعتمد على المعلومات (حرب المعلومات) تستهدف هويتنا وثقافتنا ومحاربة تقاليد ديننا الحنيف، وتوجيه هذه الحرب نحو عقول الشباب العربي وتدميرها وجعلها عقول خاملة غير مبتكرة وغير منتجة، وبالتالي تدميرنا اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً ودينياً.
أهداف البحث
تهدف هذه الورقة إلى الآتي:
1-لفت الأنظار إلى الخطر الذي يحيط بنا من خلال حرب معلوماتية أداتها شبكة الإنترنت لمحاربتنا من خلال الشباب العربي.
2-العمل على المحافظة على الهوية والثقافة والعادات العربية.
3-تشجيع البحث العلمي من خلال الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات.
4-استخدام شبكة الإنترنت لنشر وبث الثقافة والعادات العربية السمحة
5-توفير البيئة التكنولوجية المناسبة لشبابنا العربي مع الأخذ بالاعتبار وضع القوانين واللوائح اللازمة للمراقبة تبدأ من الأسرة وتنتهي بأعلى المستويات بالدولة.

2-حرب المعلومات وتأثيرها على المجتمع العربي
لا يشك أحد في أن تكنولوجيا المعلومات أحدثت نقلة وتطور هائل في العالم اليوم من بث وإرسال واستقبال المعلومات بمختلف إشكالها ومصادرها وأنواعها، فلا أحد يغالط في أن ايجابيات شبكة الإنترنت لا حصر لها وتفوق سلبياتها بالكثير، فهي من أهم أدوات السيطرة على المعلومات ومن ثم إتاحتها للاستفادة منها في البحث العلمي وتلقي الإخبار وغيرها من الخدمات. فالشخص منا اليوم محاصر بالمعلومات من جميع الاتجاهات بواسطة أدوات نشر المعلومات من تلفاز وإذاعات ولكن من أهم هذه الأدوات شبكة الإنترنت.
إن من أهم تطبيقات واثأر شبكة الانترنت الممارسات الالكترونية للأنشطة والفعاليات التي كانت تتم بشكل يدوي مثل (الحكومة الإلكترونية – التجارة الإلكترونية – التعليم الالكتروني – المكتبة الالكترونية ) وغيرها من الأنشطة، بل حتى الجريمة أصبحت تمارس الكترونياً وهو ما يعرف "بجرائم الحاسوب والانترنت" ، حيث أن هذه الجرائم أصبحت تتم وتمارس عبر الحدود الجغرافية للدول مما أصبح يشكل كثير من المشاكل القانونية واللاأخلاقية، وكذلك وضع القوانين اللازمة لمكافحة مثل هذا النوع من الجرائم.
هذه المقدمة سوف تقودنا إلى موضع ورقة البحث والمتعلق بتأثير الانترنت على الثقافة والهوية العربية، وأظن أن الجميع يتفق على أن هذه الشبكة قد أثرت كثيراً على ثقافتنا وهويتنا العربية ولاسيما ويظهر ذلك في الجيل الحالي والذي عاصر انتشار هذه التقنية. فلنظر أولاً إلى المظاهر التي يمكن أن نراها مباشرة بعيوننا الآن في شوارع مدننا وعواصمنا العربية واكرر "مدننا وعواصمنا" نجد أن تأثير الثقافات الغير عربية واضحة للعيان مثل شكل الملابس التي يرتديها الشباب والأساور، طرق حلاقة شهر رؤوسهم وحتى طريفة مشيتهم لا علاقة لها بالعادات والتقاليد والهوية العربية، فهذه حرب غير معلنة علينا ولا يستخدم فيها الأسلحة والطائرات العسكرية وإنما حرب معلوماتية تستخدم فيها سلاح تكنولوجيا المعلومات المتمثلة في شبكة الانترنت، كما أنها حرب لا تعمل على تدمير أنظمة معلوماتنا المحوسبة وإنما حرب موجهة نحو عقول شبابنا للعمل عل تدميرها.
ونأتي لنقطة أخري وهي بالأهمية بمكان تتعلق بنا كأمة عربية تتعلق باستخدامنا للانترنت والاستفادة منها، فمعظم من يستخدمون الانترنت لا يستفيدون منها الاستفادة المرجوة، فنجد أن اغلب شبابنا يستخدمها في الدردشة وتصفح المواقع التي تضم الأفلام والصور الفاضحة والجنسية، وبالتالي هم يهدرون أوقاتهم وأموالهم وصحتهم فيما لا يفيدهم حيث كان بالإمكان الاستفادة من هذا الوقت فيما هو مفيد لهم من شبكة الانترنت.
ونأتي لنقطة أخرى تتعلق بالحرب المعلوماتية الموجهة نحو ثقافتنا وهويتنا وهي محاكاة شبابنا للعادات والتقاليد الغير عربية والغير إسلامية والوافدة الينا عن طريق الانترنت، ومن الأمور التي ساعدت على تفاقم هذه المعضلة وانتشارها الأسرة في البيت العربي التي لا تنتبه إلى أبنائها المراهقين ومن هم في مرحلة الشباب، وعدم مسألتهم عن هذه السلوكيات، وهذا بدوره أدى إلى تفشي هذه العادات الدخيلة علينا وبالتالي جعلت الشباب العربي بعيد عن قاعات الدراسة والبحث العلمي وكذلك بعيد عن المعتقدات والعادات العربية بل وبعيد عن المعتقدات والشعائر الدينية السمحة، ومما يزيدني حيرة أن بالانترنت الكثير والكثير مما هو مفيد ومصدره الدول الغربية ولكن شبابنا لا يهتم به وإنما يهتم بما هو غير مفيد وما هو مدمر لعقولهم، وهذه دعوة مني للدخول للمنتديات الالكترونية العربية وانظروا لما هو فيه سوف تصابون بالدهشة والاشمئزاز!!



إن المعلومات القيمة كنز عظيم ومورد اقتصادي هام ومما زاد من أهميتها تكنولوجيا المعلومات والتي ساعدت في خزن ومعالجة وبث المعلومات، وبالتالي أصبح امتلاك المعلومات قوة لصاحبها، ولكن للأسف نحن في الشعوب العربية مستهلكين للمعلومات وغير منتجين لها بسبب الركود الذي أصاب البحث العلمي والابتكارات والاختراعات بسبب انصراف هذا الجيل إلى الأمور الانصرافية التي لا تقدم بل تعمل عل تأخيرنا كشعوب عربية، فانتبهوا إلي هذه الحرب والتي تعتمد عل تكنولوجيا المعلومات لتدميرنا.
وذلك عن طريق :
1- انشغال الشباب العربي بالعادات والثقافة الضارة الآتية عبر شبكة الانترنت.
2- مساهمة الأسر العربية في معضلة الشباب المتلقي لهذه الثقافات.
3- ركود البحث العلمي في الدول العربية لعدم جدية الشباب العربي للاستفادة من الإمكانيات الهائلة لشبكة الانترنت كمصدر للمعلومات.
4- الشعوب العربية تدرك أهمية المعلومات نظرياً ولكن لا تعمل على إنتاجها والاستفادة منها كمورد هام للبحث العلمي وكمورد اقتصادي هام.
5- هنالك حرب معلومات موجهة نحو الثقافة والعادات والتقاليد العربية.
6- هذه الدراسة لا تجزم بأن الشباب العربي اجمعه غير مستفيد من هذه التقنية بل على العكس هنالك شباب كثر استفادوا من إمكانياتها وتطبيقاتها.

ولذلك نوصى :

1-العمل على الاستفادة من شبكة الانترنت في نشر الثقافة العربية والعادات والتعاليم الدينية السمحة.
2-إصدار قوانين (اتفاقية) عربية جادة لقوانين المعلوماتية وتطبيقها.
3-توجيه الشباب وتوعيتهم إلكترونياً.
4-الاهتمام بالكليات والمعاهد التي تهتم بدراسة الحاسوب ونظمه وتكنولوجيا المعلومات.
5-العمل على إنتاج المعلومات العربية الهامة بغزارة.
6-تشجيع الشباب العربي على البحث العلمي.

ليست هناك تعليقات: